ما هو أثر يوم عاشوراء على المجتمعات الإسلامية؟
لا زال صدى واقعة الطف مُدوّياً، يقرع مسامع الأحرار، ليستنهض الأمم من غفلتها، ويُؤرِّق عُيون الطغاة فتتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفًا ورعبًا.
بعد واقعة الطف الخالدة توالت سلسلة مِن الحملات الثورية المُقارعة لظلم الحكومات الجائرة، والتي استمَدت عَزمها مِن القيام الحُسيني المُبارك، فلنستذكر أهمها:
• ثورة المدينة سنة 63 هجرية، وسببها أنّ أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية (لعنه الله).
• ثورة التوابين سنة 65 للهجرة، وجاءت تكفيراً عن عدم نصرتهم للإمام الحسين (عليه السلام).
• ثورة المختار الثقفي سنة 66 هجرية. لأخذ الثأر وقتل قتلة الإمام الحسين (عليه السلام).
• ثورة مطرف بن المغيرة سنة 77 هجرية.
• ثورة ابن الأشعث سنة عام 81 هجرية.
• ثورة زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) سنة 122 هجرية.
• ثورة العباسيين وسقوط الحكم الأموي عام 132 هـ.
وغيرها العديد من الثورات التي استمرت إلى يومنا هذا والتي تعلّمت من دروس عاشوراء الحرية والعزّة وكيف تختار السِّلة وتزأر بوجه الظالمين بهيهات منا الذلّة.
«ألا ترون أنَّ الحق لا يُعمل به وأنَّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاءِ الله مُحقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً».
أودع الإمام الحسين (عليه السلام) هذهِ الكلمات النيّرة يوم عاشوراء؛ ليَبقى صَداها على مدى العُصور، ولتكون الحُجة التي يُختبر بها الإيمان، والنهجُ القويم وسفينةُ النجاة التي مَن ركبها نجا وفاز بالعزةِ والكرامة، ومَن تخلّفَ عنها غرق إلى قَعر الذِلة والهَوان.
ولأنَّ «كُلُّ أرضٍ كربلاء وكُلُّ يَومٍ عاشوراء» يمتحن الله (تعالى) بهِ الناس ليُميز الخبيثَ من
الطيب، فقد تعرّضَ الشعب العراقي أيضا لهذا الابتلاءِ بمواجهة عصابات الكفر الفاسدة من دواعشِ آل أمية. وما كان العلاج إلا بكلمةٍ مِن وحي كربلاء نَطق بها سماحة المرجع المُسدد (دام ظله الوارف)، (فتوى الجهاد الكفائي) هذا هو الاختبار العسير أيها العراقيون فما أنتم صانعون؟؟
فجاء الردُّ مُزلزلاً مُلبياً ومُكبراً، نعم.. لقد ذهب العراقيون شيبةً وشبابًا، ينهالون مُستبشرين من كُلِّ حَدب وصَوب مُتعطشين لنُصرةِ الدين وتلبية النداء..
يتسابقون للدفاعِ عن العقيدةِ الحَقّة مُقدمين أرواحهم فداءًا لأرضهِم وكرامة شَعبهم، فما كانت شجاعتهم إلا قبسٌ من شجاعةِ أبطال يوم عاشوراء، وما نصرهم إلا نورٌ مِن بركاتِ نَصر الطفوف الخالدة، وما نالوا الشهادةَ إلا وهم يُنادون (لبيك يا حسين).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
تحف العقول عن آل الرسول: ص245، مركز الأبحاث العقائدية.