هل تعتقد بأنَّ ظاهرة سلب أو منع الحجاب وليدة اليوم؟
واجهت المرأة ومُنذ العصور القديمة سَلب الحقوق والاستغلال الجسدي في الشرقِ والغرب..
«فاليونان التي تُعد أرقى الأمم القديمة حضارةً اتخذت امرأة خيالية تسمى (Pandora) ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه، كما جعلت الأساطير اليهودية حواء: العين التي تنشق منها جداول الآلام والشدائد. فلم تكن عندهم المرأة إلا خلقًا من الدركِ الأسفل، في غايةٍ من المهانةِ والذّل..»1
فلَم تُدرِك الأمم أهمية المرأة وقيمتها إلا في عصرِ الإسلام حيث كرَّم المرأة ومنحها حق الحجاب وعاملها كجوهرةٍ ثمينة، لها كامل الحُرية بصونِ جسدها وعدم إباحته كسِلعةٍ رخيصة يَتفحّصها مَن هَبَّ ودَب..
ولكن بعد أن رسّخَ الدين الإسلامي ثقافة حقوق المرأة وتقديسها سُرعان ما عادَ حُكم الجاهلية بأبشعِ صورهِ في يومِ عاشوراء، نعم.. حيثُ قامَ جيش يزيد (لعنهُ الله) بسلبِ حجاب بنات الرسالة، والتجرؤ على حُرمات آلِ الرسول وهَتكِ سترهن بعدَ فاجعة الطفّ وقتل سبطِ النبي وأهلَ بيتهِ الكِرام (عليهم سلام الله)، ففي خطبةٍ للسيدة الحوراء (عليها السلام) تقول: «أمن العدل ـ يا ابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن ..»2
فلولا ذلك السَلب يوم عاشوراء، لما كان سَلب اليوم!
فما نراهُ اليوم مِن أساليب محاربة الحجاب بطريقتين: فإما بشكلٍ قهري من خلالِ القرارات وقوانين حَظرِ ارتداء الحجاب، أو بشكلٍ ناعم عبر صيحات وشعارات (حرية المرأة) وتلميع صور الابتذال وجذب الفتيات لنزع الحجاب والتعري، ففكرة التهتك والخِلاعة مُتجذرةٌ في العقلِ البدائي الذي يأبى التطوّر والتحضّر، فالبُلدان التي لا تحترم حقوق المرأة التي مَنحها الله (تعالى)، هي بلا شك بلدانٌ قابعةٌ في قيعانِ الجَهل والتَخلّف مهما علت صروحها..
لذلك يأبى يوم عاشوراء إلا أن يكونَ الفَيصل بين الحَقِّ والباطل، وهو اليومُ الذي رَسم للبشريةِ طريقين متعاكسين بكلِّ دِقة: طريقُ الله الذي كَرّم المرأة ورفع شأنها ومنحها حرية صون جسدها وحفظه بوقار الحجاب وهيبة العفاف، وطريقُ الشيطان الذي هتك حرمتها وسلب سترها..
وبهذا فإنَّ يوم عاشوراء يأتي ليُذكرنا بمنهجِ وطريق الإسلام الذي خطهُ وخلّدهُ الإمام الحسين (عليه السلام) بدمائهِ الزاكية. وليس للأجيالِ إذا ما عصفت بها رياح الانحراف وأعاصير الفتن إلا التمسّك بسفينة النجاة!
_______________
المصادر:
1- كتاب الحجاب، صفحة: 12،13.
2- زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد، مجلد: 1، صفحة: 399.